اكتشاف نفق جديد أسفل بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى

صورة أرشيفية
Share This

كشف الباحث والمختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، النقاب عن نفق جديد تنفذه سلطات الاحتلال وجمعية "إلعاد" الاستيطانية منذ مطلع 2021، أسفل مجمع عين ومسجد بلدة سلوان، باتجاه المسجد الأقصى والبلدة القديمة.

وقال أبو دياب في تصريحات صحفية، إن النفق الجديد "من أخطر الأنفاق التي حفرها الاحتلال على مدار السنوات الماضية".

وأفاد بأن طول هذا النفق يبلغ ما بين 250- 300 مترًا، وارتفاعه يتراوح من 180 سنتيمترًا إلى مترين، وعرضه من متر إلى متر ونصف، وعمقه 15 مترًا تحت الأرض.

وأشار أبو دياب إلى وجود 26 حفرية ونفق إسرائيلي في محيط المسجد الأقصى، "تتركز معظمها في منطقة عين سلوان ومنطقة وادي حلوة باتجاه باب المغاربة وحائط البراق".

وتابع: "بقية هذه الأنفاق أنشأها ما يسمى بمركز ديفيدسون داخل حائط البراق وبالقرب من القصور الأموية أسفل الحائط، باتجاه طريق الآلام والمدرسة العمرية وصولاً إلى منطقة باب العامود".

وأردف: "إضافةً للنفق الضخم الذي بدأ من منطقة سلوان وصولاً إلى أسفل حائط البراق، وسابقاً تم فتحه بمحاذاة السور الغربي وأسفل الباحات الغربية للمسجد الأقصى ثم تم إغلاقه".

واستدرك الناشط المقدسي: "لكن الاحتلال أعاد فتحه مرةً أخرى وأوجد في داخله حُفر ضخمة وقام بإنشاء غُرف عدّة تحتوي على العديد من الأدلة؛ لترويج روايات وأساطير مضللة".

واستطرد: "الأقصى أصبح معلقاً بالهواء، وربما كما سقطت وتشققت الكثير من المنازل في منطقة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، قد يسقط جزءاً كبيراً من الأقصى".

وبيّن: "الاحتلال يهدف ويسعى إلى تغيير واقع المسجد الأقصى وهدمه، ولكنه لا يستطيع تنفيذ ذلك مباشرةً؛ لذا يلجأ لهذه الأساليب لعله يسقط نتيجة عوامل وتضاريس طبيعية".

ويوضح أن هذه الحفريات والأنفاق تقع تحت الأرض بطول 6 آلاف و800 متراً، "نحنُ نتحدث عن منطقة الحوض المقدس التي تبلغُ مساحتها 17 ألف و500 دونم، وتبدأ من حي الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة وحتى منطقة سلوان جنوبي المسجد الأقصى".

وذكر أن مساحة هذه الأنفاق أسفل الأرض تبلغ حوالي 11 ألف- 12 ألف دونم من مساحة الحوض المُقدس.

ولفت النظر إلى أن معظم الأنفاق تقع في المنطقة الجنوبية، ابتداءً من القصور الأموية حتى منطقة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، وأسفل البلدة القديمة تحديداً في منطقة حائط البراق وصولاً لباب السلسلة إلى منطقة الواد ومن ثم إلى المدرسة العمرية وشرق باب العامود.

"أما المناطق الأخرى لم يبدأ الاحتلال حفرياته فيها، وهناك حفرية أسفل منطقة عين سلوان باتجاه مقبرة باب الرحمة توقف العمل فيها لظروف معينة"، وفق أبو دياب.

وأشار: "يبلغُ عدد الأنفاق التي يستخدمها الاحتلال في هذه الفترة 6 أنفاق، في حين يواصل العمل في 7 أنفاق جديدة قديمة، من ضمنها النفق الأخير الذي بدأ العمل فيه مطلع العام الجاري، في عين سلوان".

وأكد: "أي أن هناك 15 نفقاً من العدد الكلي (26 نفقاً) يستطيع إما الزوار أو العُمال الدخول إليها، والتجول بها، ويتوقع أنه سيتم افتتاح بقية الأنفاق خلال عام أو عامين".

ونوه إلى خطوة الأنفاق قائلًا: "يتعمد الاحتلال عدم فتحها جميعاً في ذات التوقيت؛ لأنه لا يريد أن تكشف الصورة الحقيقية لاستخدامات هذه الأنفاق".

وأوضح: "يستغلُ الاحتلال هذه الأنفاق من أجل أهدافٍ أمنية، وأيدلوجية، وترويج روايات وأساطير مزعومة عن طريق إقامة مدن كاملة، ومتنزهات، وكنس، ومتاحف توراتية تحت الأرض".

وشدد على خطورة هذه الأنفاق، موضحاً أن الاحتلال يسعى من خلالها لطمس وتدمير الإرث الحضاري وما تبقى من الحضارات السابقة التي تدلل على الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس.

ووفق ما صرح به أبو دياب "تكمُن الخطورة الثانية بتدمير أساسات الأقصى والمنازل؛ بسبب سحب الأتربة والصخور من أسفلها، لتصبح معلقة بالهواء وقابلة للسقوط بأي فعل إما طبيعي أو صناعي".

وتابع: "الكثير من المنازل التي يُحفر أسفلها بُنيت قبل عام 1967، لذلك لا يستطيع الاحتلال الادعاء بأنها دون تراخيص، ويلجأ للحفر أسفلها لتتصدع وتتشقق ومن ثم يقوم بإعطاء أوامر بإخلائها".

واستدرك: "الاحتلال يسعى عن طريق هذه الأنفاق لوصل البؤر الاستيطانية ببعضها البعض تحت الأرض؛ بهدف استخدامات أمنية مستقبلية".

جي ميديا