كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتجه نحو إقرار 5400 وحدة في المستوطنات المقامة بالضفة الغربية، دون الاشارة إلى خارطة توزيعها.

وأوضحت "هآرتس"، أن هناك توجه إلى عقد جلسات رسمية يوم 12 أكتوبر الجاري، بإيعاز من بنيامين نتنياهو، لإقرار سلسلة من مخططات البناء في المستوطنات الإسرائيلية، ونقلها لمرحلة التنفيذ.

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد أشارت قبل يومين إلى أن أكثر من 2000 وحدة سكنية ضمن المخطط ستكون في المستوطنة الحريدية "بيتار عيليت"، و629 وحدة سكنية في مستوطنة "عالي".

وسيتم المصادقة على بناء 560 وحدة في مستوطنة "جيلو" في القدس المحتلة، و286 في مستوطنة "هار برخا" و181 في مستوطنة "عيناف"، و120 في مستوطنة "كيدم".

وأعلن مصدر مقرب من نتنياهو مؤخرًا أن "تأخير إعلان المصادقة على هذه المستوطنات كان مرتبطًا بتطورات الاتصالات مع دول في الخليج، ولكن الآن لا يوجد سبب إضافي لتأخير المصادقة على هذه المخططات".

يذكر أنه تم المصادقة خلال اجتماع عقد قبل أسبوعين على مخططات لإنجاز تعديلات في محيط الحرم الإبراهيمي في الخليل، لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من المستوطنين واليهود من الوصول إلى الحرم، وأداء صلوات فيه.

ويأتي هذا المخطط بفعل التقسيم الزماني والمكاني الذي فرضه الاحتلال في الحرم الإبراهيمي منذ العام 1994 بعد مجزرة الحرم التي نفذها الإرهابي اليهودي باروخ غولدشتاين.من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، إن المصادقة على هذه الوحدات الاستيطانية "يسابق الزمن في فرض سياسة الأمر الواقع في الأراضي الفلسطينية".

ورأى مجدلاني أن هذا المخططات تأتي في إطار تنفيذ مخطط القدس الكبرى لابتلاع أجزاء واسعة من مساحة الضفة.

وأضاف: "الاحتلال يسعى لتوسيع الدائرة الجغرافية لمدينة القدس، لتشمل مناطق ما يسمى E1، وصولا إلى البحر الميت. وأي توسع استيطاني لهذه المناطق يأتي كجزء من سياسة الضم الإسرائيلية".

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تستغل الظرف الدولي والوضع الصحي العالمي والصراعات الاقليمية المختلفة، لتمرر من خلالها سياسة الضم والاستيطان.

وطالب المجتمع الدولي بالانتقال من مواقف الشجب والإدانة إلى اتخاذ إجراءات وعقوبات على تل أبيب، طبقا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى.

من جهته، أفاد مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، أن قرار الاحتلال بناء 5 آلاف وحدة استيطانية "بمثابة رسالة ضمن برنامج واضح لدى حكومة الاحتلال، مفادها أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية".

وأضاف التفكجي، أن هناك استغلال إسرائيلي واضح للظروف الحالية التي تمر بها المنطقة والعالم.

ولفت النظر إلى أن "المصادقة على هذه الوحدات الاستيطانية هي ترجمة لتصريحات سفير الولايات المتحدة لدى اتل ابيب المستوطن فريدمان بأنه تم تأجيل الضم لا إلغاؤه".