محدث شبكة داخل الدماغ مسؤولة عن الانتحار

Share This

اكتشف الباحثون وجود شبكاتٌ رئيسية داخل الدماغ البشري تتفاعلٍ بشكلٍ متزايد و مسؤولة عن توليد الأفكار و الميول الانتحارية ، أو تدفع الأشخاص للانتحار.

وأجرى فريق من الباحثين  في الدراسة التي نشرت في مجلة Molecular Psychiatry ، بمراجعةً لبحثٍ علمي يتعلق بدراسات تصوير الدماغ للأفكار والسلوكيات الانتحارية، حيث راجعوا ما مجموعه 131 دراسةً و بحثاً علمياً لأكثر من 12000 شخص، وبحثوا في التغييرات ببنية الدماغ ووظائفه، التي قد تزيد من خطر الانتحار أو تطوير الميول الانتحارية.

وقالت البروفيسورة هيلاري بلومبيرغ: "تقدم المراجعة دليلاً لدعم مستقبلٍ مفعمٍ بالأمل فيما يتعلق بمثل هذا المجال المهم، حيث سنجد طرقاً جديدة ومحسّنة للحد من خطر الانتحار بين الشباب ، كما ستوفر المعلومات عن الاختلافات في دارات الدماغ، أهدافاً مهمة لإنشاء استراتيجياٍت أكثر فعالية لمنع الانتحار و الأفكار الانتحارية ".

العلماء بحثوا عن أدلةٍ على حدوث تغييراتٍ هيكلية ووظيفية وجزيئية في الدماغ ، و التي يمكنها أن تزيد من خطر الانتحار،  حيث استطاعوا تحديد شبكتي دماغ، والروابط بينهما، التي يبدو أنها تلعب دوراً مهماً في موضع الانتحار و تطوير الميول الانتحارية لدى الشباب.

فهاتين الشبكتين الدماغيتين هما القشرة الأمامية لفص الجبهي الإنسي والجانبي والقشرة الجبهية الأمامية والسفلي، و تقع هذه المناطق في مقدمة الدماغ ، وتشارك القشرة الأمامية للفص الجبهي الإنسي والجانبي وعلاقاتها مع مناطق أخرى في الدماغ في تكوين العاطفة ، حيث قد تؤدي التعديلات في هذه الشبكة إلى أفكارٍ سلبية مفرطة وصعوباتٍ في تنظيم العواطف و الأفكار و التوتر الحاد، و هذه الاختلافات الخطيرة و الارتباك الدماغي العاطفي و التعديلات الدماغية تحفز الأفكار الانتحارية بشكلٍ مباشر .

كما قد تؤثر التعديلات التي تحدث على القشرة الظهرية الأمامية و القشرة الجبهية الأمامية السفلي على محاولة الانتحار، ويرجع ذلك جزئياً إلى دورها في اتخاذ القرار، وتوليد حلولٍ بديلة للمشاكل والتحكم في السلوك الجسدي البشري .

و تشير الدراسة إلى أن بنية أو وظيفة أو الكيمياء الحيوية لكلتا الشبكتين، قد تؤدي إلى مواقفٍ يفكر فيها الفرد بشكلٍ سلبي و مظلم فيما يخص مستقبله، و لن يتمكن هذا الفرد من التحكم في أفكاره أيضاً، مما قد يؤدي إلى مواقف يكون فيها الفرد أكثر عرضةً لخطر الانتحار، لإنهاء معاناته بأسرع و أسهل طريقة ممكنة بالنسبة لدماغه لتخفيف الضغط عن نفسه.

ويصف العلماء الانتحار بأنه "مرضٌ" مروع، حيث يقتل شخصاً واحداً كل 40 ثانية في جميع أنحاء العالم. و هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة على مستوى العالم بين الشباب و صغار السن، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاماً، ويموت  أكثر من 800000 شخص منتحراً كل عام في جميع أنحاء العالم.